كيف يمكن لناشطات الحركة النسوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إعادة بناء موقفهن ثوري وسياسي في مواجهة البنى الأبوية؟
هناك قلق متزايد، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم ككل، حيال تجريد الحركة النسوية من طابعها السياسي، تنامى بعدما عملت برامج التكيف الهيكلي النيوليبرالية على ترويض الحركة النسوية تدريجياً في أنحاء الجنوب العالمي. ويرى كثيرون بأن مهنَنة النسوية واختراق المنظمات لها قد حوّل النشاط النسوي من التزام عملي بالقضاء على الاضطهاد بكافة أشكاله، إلى مجموعة من المسائل العامة وخطط العمل. وصارت بعض المطالب النسوية اليوم تتوافق مع السياسات الرأسمالية، وتبتعد أكثر عن احتياجات وتطلعات معظم النساء في المنطقة، وتوسع الفجوة بين النشاط والنظرية.
وفي العديد من البلدان في المنطقة، ما سمي ب«نسوية الدولة» لم ينتج سوى خلق سقف زجاجي يعيق أي إصلاح نسوي جذري من شأنه أن يهدد الوضع القائم على المستوى السياسي أو الاقتصادي الاجتماعي. كما قوّضت نسوية الدولة الحركة النسوية بشكل عام عبر تصويرها للنساء كضحايا مستسلمات، وتقليصها مساحات الحراك، وإعاقة الجهود المبذولة لتحقيق العدالة الجندرية على المستوى التشريعي.
وفي سعيها لدعم جهود الناشطات في المنطقة، والتي ترمي إلى إعادة تسيس الحركة النسوية، تنتج مؤسسة فريدريش إيبرت أعمالاً متعددة الأشكال، منها البودكاست والمدونات والحملات، وتولي اهتماماً خاصاً بردم الفجوة بين النظرية والنشاط النسويَّين. وكذلك تسعى المؤسسة إلى رعاية التحالفات التقاطعية والعابرة للحدود والأجيال، وتوفير مساحة للتبادل والتضامن، بهدف إعادة توجيه المطالب لكي تتوافق مع المبادئ والاستراتيجيات النسوية.