سلسلة وبينار ما بعد كوفيد

تأتي هذه الجلسة بعنوان "العدالة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" ضمن سلسلةٍ من خمس ندواتٍ عبر الإنترنت نظّمها المكتب الإقليمي للجندر والنسوية السياسية في مؤسسة فريدريش إيبرت بين حزيران/يونيو وآب/أغسطس 2022 وجمع خلالها عددًا من الضيفات المتحدثات والناشطات النسويات والخبيرات من المنطقة بهدف النظر في الاستراتيجيات النسوية القائمة وتقديم التوصيات والبدائل إزاءها لمرحلة ما بعد كوفيد. أدارت الحوار مؤسِسة ومديرة مركز الوصول إلى المعرفة من أجل التنمية (A2K4D) د. نجلا رزق بمشاركة المتحدثات التاليات:

• نانديني شامي، نائبة مدير(ة) منظمة IT for Change، الهند
• جيهان أبو زيد، باحثة وناشطة في مجال حقوق الإنسان، مصر
• عليا عواضة، شريكة مؤسِسة والمديرة العامة للمختبر النسوي NO2TA، لبنان

نبذة عن الجلسة: إنّ النساء هنّ المجموعة الأضعف في المجتمع من حيث التكنولوجيا. فلا تتوافر لهنّ التكنولوجيا بالنسبة نفسها، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث 50% من النساء لم يستخدمن أي جهازٍ رقمي قط.

أشارت المتحدثات إلى أن المجال الرقمي في المنطقة يخضع لسيطرة شركات التكنولوجيا الكبرى ذات الاستراتيجيات الرأسمالية غير العادلة والمستغِلّة للمجموعات الضعيفة، ومنها النساء وأصحاب البشرة الملوّنة. كما تعيق الحواجز الاجتماعية الوصول إلى المجال الرقمي في المنطقة، إذ عمد بعض الدول مثل السعودية ومصر إلى سَجن شاباتٍ بتهمة نشر المحتوى غير المتناسب مع القيم العائلية "التقليدية" على مواقع التواصل الاجتماعي. هذا وتعكس ظواهر العنف والتحرش القائمين على النوع الاجتماعي وقائع مشابهة في ظل امتناع شركات وسائط التواصل الاجتماعي عن التصرّف لمعالجة الشكاوى الواردة إليها حول حالات التحيّز الجندري والتحرّش الجنسي عبر الإنترنت.

أولًا، أوصت المتحدثات باتخاذ الإجراءات السياسية اللازمة لتعزيز الأمن الرقمي، بما في ذلك استثمار الموارد في جهود المدافعة وإنتاج السرديات المعارضة للعالم الرقمي الأبوي. ثانيًا، أوصَيْن ببناء الجماعات والتحالفات النسوية، بما في ذلك تعزيز الجماعات والبيئات الداعمة للمرأة. أما التوصية الثالثة فشددت على أهمية استهداف الأسواق الرأسمالية الأبوية من خلال بناء الجماعات المتينة بشكلٍ رئيسي، إذ توفر منصةً للعاملات في الاقتصاد غير النظامي للتعبير عن مخاوفهنّ المرتبطة بحاجاتهنّ للرعاية، وتحسِّن في الوقت نفسه ظروف عملهن. أخيرًا، تطرّقت توصيةٌ عامة بارزة تتخطى المجال الرقمي إلى الاستثمار في البنية التحتية للرعاية الاجتماعية والحقوق الاجتماعية كأساسٍ للنماذج القادرة على توفير سبل العيش البديلة اللائقة للنساء.